أحمد السعداوي (أبوظبي)
اختتمت، أمس في أبوظبي، فعاليات النسخة 25 من مؤتمر ومعرض جمعية المكتبات المتخصصة فرع الخليج العربي، الذي نظمته دائرة السياحة والثقافة بأبوظبي على مدى 3 أيام تحت شعار «إنترنت الأشياء: مستقبل مجتمعات الإنترنت المترابطة»، وشهد جلسات وورش عمل متنوعة ناقشت قضايا متعلقة بعالم تطبيقات إنترنت الأشياء والتوجهات المستقبلية في هذا الإطار، إضافة إلى توافد أعداد كبيرة من المهتمين وخبراء المكتبات من المنطقة والعالم على المعرض المصاحب، الذي استضاف أكثر من 100 عارض و75 شركة محلية وعالمية أسهمت في إنجاح الحدث وجعله نقطة انطلاق نحو عالم أوسع في مجال الإنترنت وعلوم المكتبات والاستخدامات الذكية في هذا المجال.
ضوابط وحقوق
من الجلسات المميزة التي أقيمت أمس، جلسة بعنوان «أمن المعلومات والسرية والتشريعات والضوابط والحقوق»، تحدث فيها الدكتور طارق محمد السقا، أستاذ تكنولوجيا المعلومات بجامعة الشارقة، وإسراء الأمين، الخبيرة في شؤون المكتبات بالجامعات الدولية في مصر، وأليفيرا زنجابون، مسؤولة المكتبات بجامعة الأمير محمد بن فهد بالمملكة العربية السعودية، والدكتور حسن مومني من الأردن.
وتناولت الجلسة عدة محاور، منها أوجه الاستفادة من تقنية المرشد اللاسلكي في تقديم خدمات المعلومات بالمكتبات، باعتبارها من التقنيات الحديثة في هذا المجال ويزداد الاعتماد عليها في عديد من فروع العلم والكتب المتضمنة في المكتبات المختلفة. كما تناولت أهمية وأثر الذكاء الاصطناعي في مستقبل العمل الشرطي، خاصة فيما يتعلق بالبيانات الكبرى. حيث تطرقت الجلسة إلى دور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وارتباطه بالبيانات الكبرى، فأصبحت هذه العلاقة حيوية في كثير من القطاعات وأصبحت الاستفادة من هذه التقنيات ضرورة ملحة لمواكبة التطورات الكبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ما يتطلب الاعتماد بشكل رئيس على إنترنت الأشياء والحوسبة المحاسبية.
توقعات مستقبلية
كما كشفت مناقشات الجلسة عن التوقعات المستقبلية بأنه خلال سنوات قليلة سيتضاعف حجم البيانات الكبرى وبيانات إنترنت الأشياء لدى منصات مزودي الخدمة؛ لأن الحوسبة المحاسبية ستقلل من تعقيدات دمج بيانات إنترنت الأشياء، وبالتقاء هذه الأشياء ستخلق تحولاً رقمياً كبيراً نحو الاعتماد على أجهزة ذكية مترابطة ومتكاملة الأهداف، والتي ستنعكس على قيمة وحجم المعلومات التي ستحدث في المجتمع. وبالتالي فإن التقاء تقنيات الذكاء الاصطناعي الممثلة في إنترنت الأشياء والبيانات الكبرى والحوسبة المحاسبية سيقدم فرصاً وتطبيقات جديدة إلى كافة القطاعات، وسيكون لهذا الدمج إمكانية إحداث ثورة حقيقية في مجتمعاتنا. مع مراعاة التحديات التقنية والأخلاقية وخاصة مسائل الأمن والبنية التحتية والتشريعية والقيم الإنسانية، إذا ما تم استغلال هذه التقنيات في مجالات معينة كقطاعات الشرطة والأمن.
حلقة نقاشية أخرى دارت يوم أمس، حملت عنوان «تطبيقات إنترنت الأشياء في قطاع المعلومات والتوجهات المستقبلية»، أدارها الدكتور راشد الزهراني، مستشار الرئيس للخدمات المشتركة، بالهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، وتحدث فيها كل من الدكتور أحمد المصري، أستاذ مساعد بقطاع المعلومات في معهد الإدارة العامة بالرياض، والدكتور حمود الدوسري، الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود، والدكتورة فطيمة الشيخ، الأستاذ المحاضر في جامعة قسطنطينة بالجزائر.
واشتملت المحاضرة على ثلاثة محور، وهي: الخريطة الرقمية للمكتبات ومراكز المعلومات العربية، استخدام إنترنت الأشياء وتقنية البيانات الضخمة لتحسين خدمات المكتبة، مبادرات دولية في تطبيق إنترنت الأشياء في قطاع المعلومات. وتطرقت الجلسة إلى تطبيقات إنترنت الأشياء التي شهدت انتشاراً متسارعاً في شتى المجالات، مكنت الأجهزة والتطبيقات من إمكانية السيطرة والتحكم وممارسة العمل بكفاءة وقدرات عالية، خاصة أن قدرة الأشياء على التفاعل فيما بينها باستخدام بروتوكولات الإنترنت أفرزت كمّاً هائلاً من البيانات المستخدمة والمخزن معظمها وفقاً لنظام التخزين السحابي.
قطاع المعلومات
كما سلط المتحدثون الضوء على أن قطاع المعلومات يعد من أكثر القطاعات استفادة من تطبيقات إنترنت الأشياء، كون هذا القطاع يتعامل مع البيانات كمصدر يمكن استثماره في اتخاذ القرار والتخطيط المستقبلي، بحيث ساهمت تطبيقات إنترنت الأشياء في توفير معلومات منظمة وأخرى غير منظمة وإحصائيات كبيرة في حالة استثمارها فإنها تعطي مؤشرات ونتائج ذات أهمية بالغة.
وتناولت الجلسة النقاشية مجموعة من المجالات التي تستخدم فيها تطبيقات إنترنت الأشياء، ملقيةً الضوء على مجموعة من المبادرات الدولية في قطاع المعلومات وبعض المبادرات الإقليمية التي تفتح آفاق المستقبل والتوجهات الحديثة في مجال إنترنت الأشياء.